عشائر عبادة

موضوع: عشائر عبادة الخميس مارس 22, 2012 1:22 am

عشائر عبادة
بقلم أمير الأوس والخزرج في العراق جاسم محمد راضي الأنصاري

من العشائر القديمة السكنى في أنحاء المنتفق وتعد في عداد ثلث بني مالك، ثم انتشروا في أنحاء عديدة من العراق. والأكثر يسكنون مع عبودة.
وإن عشيرة عبادة المترامية الأطراف لكثرتها وتعدد أفخاذها وما ينضوي تحت لوائها من انتماءات أخرى تعتبر من العشائر التي لها ثقلها في العراق وخاصة المناطق الجنوبية.

ولقد ذكرهم العزاوي في كتابه عشائر العراق ج4ص 52 بأن :عدتهم نحو 400بيت، وهم بحالة متفرقة وكثيرة. ويُقال: أن الإمارة وعبودة اتفقوا عليها ونكلوا بها ودمروها. ولا شك أنها كانت تتنازع السلطة مع خفاجة، ومع ربيعة... والمشهور من الأمثال أو الهوسات (إن ضاع أصلك كَول عبادي)، ويقولون (رخصت عبادة وباعت لشنان) وفيه تورية فإن أشنانا عبدها، ويراد به النبات المعروف، ورخصت بمعنى ذلت.. وباعت شنانا أي النبت المعروف.

وذكرهم صاحب كتاب (بنو خفاجة) الاستاذ محمد عبد المنعم الخفاجي وقال: ليلى الأخيلية عاصرت عبد الملك والحجاج. وبنو عبادة هؤلاء لهذا العهد بالجزيرة الفراتية فيما يلي بالعراق ولهم عدد وذكر، وغلب منهم جماعة على الموصل وحلب في أواسط المائة الخامسة قريش بن بدران بن مقلد فملكها هو وابنه مسلم بن قريش منهم الى أن أنقرضوا. نُقل ذلك عن ابن خلدون(تاريخ ابن خلدون ج2ص310-312) وج4ص275.
أما ما ذكره العامري في كتابه موسوعة العشائر العراقية ج4ص98-99، بأن عبادة هو : عبادة بن عقيل بن كليب بن عامر بن هلال بن صعصعة، لقد كان بنو (عقيل) من أكثر القبائل التي أتخذت من (البحرين) مسكناً وموطناً لها، الى جانب (عقيل وتغلب) وبني سليم وبعد نزاعات لسنا بصددها حدثت بين عقيل وتغلب الاسرتين. نزح على أثرها (بنو عقيل) الى العراق وتمكنوا بحكم فطنتهم وإدراكهم الواسع وشدة بأسهم، أن يهيمنوا على الكوفة والمناطق الفراتية. ومن ثم السيطرة على (الموصل) وامتلاك كل تلك الديار.
وعبادة كما أسلفنا تنتمي الى بني عقيل العدنانية وعنها ظهر رهط (ليلى الأخيلية) وهي ليلى بنت حذيفة بن شداد بن كعب الرحالة بن معاوية بن عبادة.
وقد استوطن بنو عبادة الجزيرة الفراتية، كما سكن الأغلبية منهم الموصل وحلب ومناطق الخازر والزاب، وانطلاقاً من منزلتهم الرفيعة بين الأقوام أطلق عليهم(عرب شرف الدولة).

ومن عبادة أيضاً أعداد لا حصر لها توطنت في مرج دمشق والحيرة من الديار المصرية، إلا إن مآثرهم التاريخية لا يمكن حصرها وتوثيقها حتى وإن أفردنا لها عدداً من المجلدات ويكفي أن نقول أن ربيعة بن حزن بن عبادة قُتل في معركة الجمل مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)... ولقد كان لعبادة دور بارز في التاريخ على الصعيدين العربي والإقليمي وفي مآثرهم تغص العديد من المصادر التاريخية التي دونت بكثير من الاعجاب خصالهم النادرة في الشجاعة والكرم ونكران الذات والأصالة العربية.

أما ما ذكره السمعاني في كتابه الأنساب ج4 ص100: بأن عبادة حي من العرب كثير عددهم، نزلوا على جانب من الفرات.. وقال : سمعت أبا أربد الخفاجي في برية السماوة وقلت: أي العرب أكثر؟ فقال: نحن أكثرهم عدداً وخيلاً، وعبادة أكثر جملاً، وغزية أكثر رجلاً، ثم قال : يكون في قبيلتنا خفاجة ستون ألف فارس، ومن ولد عبادة بن الصامت الأنصاري.
وكما جاء في كتاب اللباب في تهذيب الأنساب لإبن أثير الجزري ج2 ص95بأن: عبادة هم حي من العرب كثير عددهم نزلوا على الفرات وإلى عبادة بن الصامت، ومن ولده أبو اسحاق ابراهيم بن الحارث بن مصعب بن الوليد بن عبادة بن الصامت العبادي الأنصاري البغدادي نزل ثغر الشام وكان يُجالس أحمد بن حنبل (رض) كثيراً ويصحبه.

أما ما ذكرته بطون الكتب التاريخية ومنها نسب معد واليمن الكبير للسائب الكلبي ، وجمهرة أنساب العرب لإبن حزم الأندلسي ، وفي كتاب الإصابة للعسقلاني، وأسد الغابة للجزري : فولد عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج: سالماً؛ بطن وغنماً، وهو قَوقَل، سُمي قوقلاً لأن الرّجل كان إذا نزل المدينة قيل له: قوقِل حيث شئت معناه: انزل حيث شئت، أمّهما نُعم بنت مالك بن النجار.

فولد قوقل: ثعلبة ومَرضَخة، وأبيّ، وحبيب، ومالك. منهم: الأعرج بن مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن قوقل، من شهداء أحد، وعبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم، عقبي، نقيب؛ وابناه محمد والوليد، ومن ولده: أبو منيع الوليد بن داود ابن محمد بن عبادة بن الصامت، وأخوه النعمان بن داود، محدّث، روى عنه أبو نعيم؛ وعبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، محدثان. وكان من ولد عبادة بن الصامت قوم يسكنون بالمدينة عندنا بباب العطارين بقُرطُبة، يُعرفون ببني هارون؛ ومالك بن الدُّخشُم بن مالك بن الدخشم بن مرضخة، بدري.
وعبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فِهر بن ثعلبة بن قوقل، واسمه غَنَم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي، أبو الوليد، وأمه قرة العين بنت عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان.
شهد العقبة الأولى والثانية، وكان نقيباً على القواقل بني عوف بن الخزرج، وآخى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بينه وبين أبي مرثد الغَنَوي، وشهد بدراً وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) واستعمله النبي على بعض الصدقات، وقال له:
(( أتّق الله ، لا تأتي يوم القيامة بِبَعيرٍ تحمله لهُ رُغاء، أو بقرة لها خُوار، أو شاةً لها ثَوأج))، قال فوالذي بعثك بالحق لا أعمل على اثنين.
قال محمد بن كعب القُرظي: جمع القرآن في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) خمسة من الأنصار: معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأبي بن كعب، وأبو أيوب، وأبو الدرداء.
وكان عُبادة يُعلّم أهل الصُّفة القرآن، ولما فتح المسلمون الشام أرسله عمر بن الخطاب، وأرسل معه معاذ بن جبل وأبا الدرداء، ليعلموا الناس القرآن بالشام ويفقّهوهم في الدين، وأقام عبادة بحِمص، وأقام أبا الدرداء بدمشق، ومضى معاذ الى فلسطين، ثم صار عُبادة بعدُ الى فلسطين فولي القضاء فيها.
توفي عبادة سنة أربع وثلاثين بالرملة، وقيل: بالبيت المقدس، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، وكان طويلاً جسيماً جميلاً، وقيل: توفي سنة خمس وأربعين أيام معاوية، والأول أصح( أسد الغابة في معرفة الصحابة/ الجزري /ج3 ص160).

ومن ولده اسحاق بن ابراهيم بن الحارث بن مصعب بن الوليد ابن عبادة بن الصامت العبادي، ينزل الثغر الشامي، وحدث عن علي بن المديني، وعبد الرحمن بن عفان الصوفي. روى عنه أحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني وقال: كان ابراهيم بن الحارث العبادي بغدادياً، كتبنا عنه بطرطوس.

ومنهم أبو الحسين أحمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن مسعود بن عبادة بن أبي عبادة الأنصاري، ذكر أنه ولد ببغداد في قنطرة الأنصار في شهر رمضان سنة عشر وثلاثمائة، وسكن مصر، وحدث بها عن اسحاق بن ابراهيم بن أفلح الأنصاري، روى عنه عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخي، وذكر أنه سمع منه في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، قال: وكان ثقة.الأنساب ج3 ص164.
ومنهم فخر الدين عثمان بن محمد بن عثمان بن محمد بن موسى بن جعفر الأنصاري السعدي العبادي، ولد بالكرك سنة سبع وعشرين وسبعمائة وقدم دمشق سنة أحدى وأربعين فسمع بها من أحمد بن علي الجزري ثم عاد الى بلده ثم استوطن دمشق واشتغل الفقه الى أن توفي فيها.شذرات الذهب ج7 ص154.

ومن أبرز شيوخهم الملتحقين بإمارة الأوس الشيخ ستار جبار عبيد خليفة/ شيخ عشائر عبادة في محافظة ميسان، الذي تنطوي تحت لوائه العشائر التالية:-

عشيرة البو غربة/ الشيخ نعيمة داود شافي.
عشيرة آل كبان/ الشيخ مالح كومة كَعيبر.
عشيرة آل عجيل / الشيخ حسين حميد والشيخ سويف كريم.
عشيرة الدهاربة/ الشيخ عبد الواحد زبون جودة.
عشيرة الثحاربة/ الشيخ رعد شلغم.
عشيرة الشغانبة/ الشيخ محمد مهاوي والشيخ ديوان يونس.
عشيرة آل فرهاد/ الشيخ عبود محسن كريم.
عشيرة آل مطيلج/ الشيخ غانم آل مسلم.
عشيرة الكريزات/ الشيخ كريم العبادي.
عشيرة آل نصيف/ الشيخ كاظم بريج زوره.
عشيرة آل فرهاد/ الشيخ حسن محمد رسن.
عشيرة آل علك/ الشيخ كاظم بالش.
عشيرة آل طواك/ الشيخ كاظم سعد عبيد.
عشيرة آل صيهود/ الشيخ محمد حاجم.

* الشيخ مؤيد ثامر جبر العبادي/ شيخ فخذ علي الشلال/ عشيرة آل صكَر/ البصرة.
* الشيخ طارق نعيم آل سعدون/ شيخ عشيرة الهلالية/ البصرة.

* الشيخ غني لفتة عليوي/ شيخ عشيرة الجماملة/ ذي قار/ سوق الشيوخ... وتتكون عشيرته من الأفخاذ التالية:-

* بيت الرئاسة/الشيخ نافع حبيب بلط.
* آل سالم / الشيخ عداي سالم عرد.
* آل دين / الشيخ صادق هودي شنون.
* آل ثويمر/ الشيخ محمد عفات لايذ.
* آل نيار/ الشيخ مجيد كوين.

الخلاصة:-
نلخص من القول بأن عشائر عبادة ترجع بأصولها الى الصحابي الجليل عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر ابن قوقل الأنصاري الخزرجي، شهد العقبة وكان نقيباً وتوفي في مصر.. حيث تلتقي عبادة مع خفاجة وغزية وآل علي المتمثلة بآل سعود في جذر واحد وصلة القربى والرحم قوية بينهم وقد أصاب هذه القبيلة ما أصابها من التشتت نتيجة الظروف السياسية وخاصة الحروب المستمرة ، وكذلك العوامل الاقتصادية كالقحط الذي عصف بالعراق بين آونة وأخرى فأنتشروا على مساحات واسعة في القطر العراقي وبلاد الشام وبقي القسم الأكبر منهم في الجزيرة العربية.
فهم من العرب الأقحاح التي تمثلت بهم كل المواصفات العربية العميقة من شجاعة وكرم وقيم أصيلة ولهم ثقلهم العشائري الكبير بين بقية القبائل العربية، فهم من ذرية اولئك الأعلام الكبار في صدر الدعوة الإسلامية ومنهم الذين سكنوا في بغداد وحدثوا فيها.. فهم من عرب الطبقة الأولى من العرب البدريين..وأما بنو عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة قد سكنوا شمال أفريقيا وغطت فروعهم مساحات واسعة من أرض العرب وإن نُسبوا اليهم غيلةً فعُدوا من الطبقة الرابعة من العرب المستعجمة... ( تاريخ ابن خلدون ج6)

وقد ذكر من أولاد عمومتهم في كتاب معجم الأوسي لكشف حقيقة أنساب القبائل وأصولها من ص600 الى ص606 ، من أراد الإطلاع عليهم الرجوع الى المصدر المذكور.

المصادر:-
1- الاصابة / للعسقلاني.
2- جهرة أنساب العرب/ الأندلسي.
3- اللباب في تهذيب الأنساب/ ابن كثير
4- نسب معد واليمن الكبير/ السائب الكلبي.
5- الأنساب/ للسمعاني.
6- الطبقات الكبرى/ ابن سعد.
7- شذرات الذهب/ عماد الحنبلي.
8- الضوء اللامع/ السخاوي.
9- البدء والتاريخ/ ابن سهل البلخي.
10- السيرة النبوية/ ابن هشام.
11- وفاء الوفا/ السمهودي.
12--التحفة اللطيفة/ السخاوي... وهناك الكثير من المصادر لا تعد ولا تحصى عن القواقل.

عشائر عبادة 364446197

» عشائر الجبور